يُعتبر المعلم في السياق التعليمي شخصية رئيسية تلعب دورًا حيويًا في تطوير مهارات اللغة لدى المتعلمين، وخاصة فيما يتعلق باللغة العربية. ومن بين معيقات تعلم اللغة العربية تواصل المعلم بالعامية عوض الفصحى، مما يؤدي إلى إضعاف جودة التواصل والتعلم. ومن هنا، تأتي أهمية إتقان المعلم للتواصل والمحادثة الدائمة باللغة العربية في تطوير المهارات اللغوية لدى المتعلمين.

التواصل المستمر مفتاح النجاح:

عندما يُتقن المعلم التواصل باللغة العربية الفصحى، يمكنه أن يكون مثالًا حيًا يحفز المتعلمين على استخدام اللغة بشكل فعّال. من خلال محادثاته اليومية مع الطلاب، يمكن للمعلم توجيههم وتحفيزهم على استخدام اللغة العربية بطريقة صحيحة وسليمة، واستضمار القواعد النحوية بطريقة طبيعية ومنهجية. مما يساعدهم في تطوير مهاراتهم اللغوية بشكل مستمر وفعّال.

تعزيز الفهم النحوي من خلال التواصل:

باستخدام اللغة العربية الفصحى بشكل دائم، يلتزم المعلم بإنتاج جمل صحيحة من الناحية النحوية، دون الحاجة إلى التركيز المباشر على القواعد النحوية. على سبيل المثال، يمكن للمعلم أن يلتزم بإعطاء لكل كلمة في الجملة حركتها الإعرابية بما فيه الكلمة الأخيرة، وعدم الوقوف على ساكن، مما يتيح للمتعلمين التعرض للظواهر النحوية دون الحاجة إلى دراسة مفاهيم النحو بشكل مباشر.

استيعاب اللغة بالفطرة والممارسة:

تتجاوز هذه الطريقة التعليمية القاعدية النمطية، وتستلهم من نظريات مثل نظرية تشومسكي لاكتساب اللغة ومبدأ الانغماس اللغوي، كما تعد تجربة الدكتور عبدالله الدنان نموذجًا مثاليًا لكيفية اكتساب اللغة العربية بالفطرة والممارسة. إذ يتم تشجيع المتعلمين على التواصل بشكل طبيعي ومنتظم، مما يتيح لهم فرصة التعرض للغة واستيعابها بطريقة طبيعية وفطرية. وبالطبع لا يتحقق ذلك سوى إن التزم المتعلم بالتواصل الدائم بالفصحى مع المتعلم تماما كما يحصل مع اللغات الأخرى.

باختصار، إتقان المعلم للتواصل والمحادثة الدائمة باللغة العربية يعد مفتاحًا أساسيًا في تطوير مهارات المتعلمين اللغوية. إذ يسهم في توفير بيئة تعليمية تشجع على استخدام اللغة بشكل فعّال وصحيح، وبالتالي، في تطوير مهارات المحادثة والفهم اللغوي لدى المتعلمين بشكل مستمر ومستدام.